الخميس، مايو 01، 2008

يوم من عمرى





المره دى الكلام مش بتاعى ولا منقول عن شاعر او اديب بس هو حقيقى له كتاباته اللى باذن الله فى يوم من الايام نقراها كلنا .المره دى اللى بيكتب انسان بيحكى عن مشاعره فى يوم من حياته قبل سفره وبيعكس كلام المره دى والجزء التانى اللى وعد بارساله كل المشاعر المتناقضه اللى ممكن يمر بها انسان من حنينه لماضيه وجوده فى حاضره انشغاله بمستقبله ومستقبل اولاده وحنينه لهم. فى غفله منه عن حاضره قطار حياته عدى على كل محطات عمره وكتب هو الكلمات التاليه :--

كانت الخامسة والنصف صباحا عندما استيقظت كعادتي , للحظات اعددت نفسي ليوم عمل جديد في ميجا , لفتة عارضة لشنطة السفر الواقفة مستندة علي التسريحة ردتني ليومي المشحون. همدت حركاتي علي السرير تصلبت عيناي علي الشنطة . اشرخ عقلي لشاشتي عرض إحداهما تعرض شريط ميجا منذ وطأتها قدماي . ميجا بشخوصها وتركيبتها العجيبة. بمواقفها وأفراحها وآلامها . بدا زملاء ميجا وكأنهم طابور طويل يطل علي ثم تفرقوا ليحيطوا بي ثم انفصلوا في غضب ثم ارتدوا في فرح رقصات عجيبة رقصتها عيونهم ومشاعرهم المصوبة نحوي .الشاشة الثانية لم تكن أقل عبثا. ظلام تام عجزت كل توقعاتي عن إنارته ظلام دامس ينتظرني هناك علي بعد آلاف الأميال شرقا . ثم إضاءات متناثرة متوهجة عن كل حياتي السابقة . ها أنا أنتظر زوجتي بينما صوت ألمها يتدفق عبر باب حجرة الولادة ليشكل في النهاية صراخا أشبه بالزغاريد . وها أنا ذا أجري فرحا بطلوعي الأول في الشهادة الأبتدائية , هاي هي خطواتي تذرع طرقات القرية عدوا لمنزلنا.ها أنا قد جاوزت العشرين وها هي جدتي تمسح علي رأسي وتقول لي- لن تكون كغيرك. ستكون شيئا ما. ربما تتقاذفك الأمواج. ولكن بداخلك شئ دري لم يتسني لأحد من ولدي.ها هي تمسك بيدي شادة عليها بعنف غير طبيعي علي من تجاوزت التسعين تقبض علي يدي وكأنها تحقن فيها عصارة تجربتها قبل أن تراوغها روحها التي كانت تختلج بصدرها محاولة الهرب وها هي تنظر لي بيعينين بهما بريق غريب ثم ترتخي اليد رويدا وينطفئ البريق رويدا ثم كانت نظرة ذاهلة بوجه راض إلي السماء.الشاشة تعرض ندوة ورشة الزيتون الناقد العراقي صالح الطائي يقول في روايتي سفر الولي نقدا عبقريا ها هو أحد الجالسين يقوم منتطرا ثم يقول بصراخ- أنا أكره هذا الكاتب من كل قلبي ولن أحبه في حياتي أبدا ولكن هذا العمل جيد جدا .ها أنا محمولا علي كتفي أبي المنتشي والضحك يملأني بينما هو يجري بي مهتزا بجوار الترعة وسط الحقولها أنا محمولا علي كتفي أبي بينما أصرخ ألما وهو يهدئني بصوت مختنق بالدموع في طريق عودتنا من أشمون بعد إجرائي عملية جراحية.ها هي أمي تدلك لي ظهري بيد من حنان لتوقظني للمذاكرة ليلا. ثم تقدم لي الطعام والشاي وتجلس قبالتي تشبع مني عيونها التي فارقت النوم من أجل عيناي .الصور تتدفق علي الشاشتين وعيناي متصلبة علي شنطة السفر . قطع احتضان أحمد المفاجئ لي الصورة من شاشتي العرض وارتمائه بجسده متمددا علي جسدي أشعرني أننا جسد واحد وأن هناك جزء مني سوف ينفصل عني بعد ساعات .

هناك تعليق واحد:

mona يقول...

بجد ميرسى لكى يا بسمة انك جمعتينا فى مدونتك الجميلة ديه
وبتمنالك التوفيق دايما
وبتمنى لأخى العزيز سعد ان ربنا يوفقه ويرجعه لبلده بالف سلامة
وان ربنا يكرمه فى ابناه أحمد و عمر ويحقق فيهم كل اللى بيتمناه